7 ليالٍ ساحرة في كرواتيا

عن الوجهة: تعد مدينة زغرب من الوجهات الفاتنة بحد ذاتها، ولكن غالباً ما ينساها السيّاح المسافرون الراغبون بمناطق ساحلية ومشمسة، كما تمزج هذه العاصمة الكرواتية بين أوروبا الشرقية والغربية. أما مبانيها المهيبة ذات الطرازين الأسترالي والهنغاري فتحاط بالمطاعم الفاخرة والمتاجر التي تتناقض بطبيعتها عن الحانات التي تضج بأصوات مفعمة بالحماس. تقدم مدينة زغرب خيارات واسعة لزوارها على مختلف اهتماماتهم، بدءاً من المعارض الفنية العصريّة وقاعات الموسيقى التقليدية والمتاحف، ووصولاً إلى الأماكن الترفيهية في الهواء الطلق، والتي يوجد الكثير منها شرقاً، يمتلئ منتزه ماكسيمير بممارسي رياضة الجري وراكبي الدراجات والمتنزهين، بينما نجد في الجنوب الشرقي من المدينة بحيرة جارون التي يقصدها السكان المحليين والسياح على حد سواء لممارسة السباحة أو الإبحار، وللمبيت هناك بعد ذلك والاحتفال على الشاطئ. يمكنكم الوصول بعد رحلة قصيرة على متن القطارات الحديثة إلى جبل ميدفيدينستا حيث يمكنكم الذهاب في نزهة على الأقدام أوالتزلج، مع الحصول على إطلالات رائعة على المدينة. سواءً كنت تبحث عن قضاء إجازة مدنيّة، أو التغيير عن نمط الرحلات الشاطئية التي تتّسم بالكسل، فلن تخيّب زغرب أملك كزائرٍ لها على الإطلاق.

عن الوجهة: بإطلالتها على البحر الأدرياتيكي، المعروف أيضاً باسم بحر البنادقة، تُعتبر سبليت من المدن الرائعة التي تكاد تكون تحفة فنية لشدة جمالها. كانت هذه المدينة في الأصل قصراً ضخماً مطلاً على الواجهة البحرية، وقد بناه الامبراطور الروماني ديوكلتيانوس ليقيم فيه بعد تقاعده. لا يزال حائط المدينة الرومانية القديمة ذو الشكل المستطيل موجوداً حتى يومنا هذا، بينما تحولت قاعات القصر إلى شوارع، وغرفه إلى منازل. تُعتبر سبليت ثاني أكبر المدن في كرواتيا، بالإضافة إلى كونها المحور الاقتصادي للسواحل الأدرياتيكية الشرقية، وقد نجحت بجمعها بين العادات والتقاليد من جهة، والحداثة والعصريّة من جهة أخرى. لازال قصر الامبراطور ديوكلتيانوس يشكّل مركز المدينة، حيث يشكّل القسم العلوي منه فوضى أثريّة، وتعطينا الجدران الأربعة والبوابات الرئيسية لهذا القصر المستطيل فكرة بسيطة عن ماضيه. في الجزء الجنوبي، ستقودك البوابة البرونزية الواقعة قرب المياه عبر سراديب وأقبية ساحرة تحت المنازل الإمبراطورية باتجاه الفناء، والذي هو البهو المعمّد، حيث ستجد في داخله تمثالاً لأبو الهول الذي لا زال يرعى ضريح الامبراطور ديوكلتيانوس، ومنذ تحوّلت إلى ما يعرف بكاتدرائية سيفتي دوج، غطيت جدران الكنيسة الداخلية بمنحوتات حجرية دقيقة التفاصيل، بالإضافة إلى نقوش خشبية بديعة. أما بالنسة للقرية الصغير، فعلى الرغم من مساحتها الصغيرة، إلا أنها استحقت حماية منظمة اليونسكو، لذا من النادر أن تجد فيها مظاهراً تدل على العصريّة. تعتبر ساحة نارودني تراغ (ساحة الناس) من أكبر الساحات في المركز القديم للمدينة، والتي تقع بجانب البوابات الغربية لقصر الامبراطور ديوكليتانوس. تشكّل هذه الساحة روح المركز القديم، ونقطة الالتقاء المعتادة لسكان مدينة سبليت، حيث يعدّ شرب الاسبريسو مع الأصدقاء جزءاً من الروتين اليومي لسكان سبليت المحليين. تسيطر على كامل هذه الساحة قاعة المدينة الأولى ، وهي عبارة عن قصر يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر، وتحتوي على زخرفات جميلة ذات طراز قوطي، ويقع قصر النهضة بجانبه تماماً، الذي يعود للأسرة الأرستقراطية الغابرة (كارتبك)، مع وجود شعار النبالة المميز على واجهته. كما تشكل شوارع المدينة الضيّقة مكاناً مثالياً لتتوه فيه، متميّزةً بهوائها الرطب والبارد الذي يكون منعشاً جداً في أيام الصيف الحارّة. من الأجزاء الجميلة أيضاً في المدينة هي ريفا، والتي هي واجهة سبليت البحرية، حيث تصطف المقاهي والمطاعم، وتعتبر المكان المثالي لاحتساء كوب من القهوة أو تأمّل جمال البحر الأدرياتيكي والقوارب التي تبحر فيه. صاخبة ومليئة بالفرح والإثارة؛ هي الصفات التي تجعل سبليت وجهة تستحق الزيارة.